خصوصي مصر

انطلاقة قوية لجلسات قمة ”إيجيبت أوتوموتيف 2025”.. رواد الصناعة يرسمون خريطة التحول فى سوق السيارات المصرية


-أنكوش أرورا: التحالفات الذكية والذكاء الاصطناعى يقودان مستقبل الصناعة

-هو يوان: السوق المصرية جاهزة لاستقبال التكنولوجيا الصينية المتقدمة

-شارون نيشى: "جنرال موتورز" تؤمن بمصر كمركز تصنيع إقليمى

-محمد عبد الصمد: الأمن الصناعى يبدأ من سلاسل الإمداد المحلية

-عثمان عبد المنعم: صعود العلامات الصينية يعيد رسم خريطة المنافسة

-هانى جنينة: الاقتصاد المصرى يستعيد توازنه بقوة فى 2025


شهدت فعاليات "قمة إيجيبت أوتوموتيف" 2025 زخمًا لافتًا من النقاشات والحوارات التى جمعت كبار صناع القرار ورواد صناعة السيارات فى مصر والعالم، حيث تمحورت الجلسات حول مستقبل الصناعة الوطنية، وتوجهات السوق العالمية، ودور التحول الاقتصادى فى دعم قطاع السيارات والطاقة النظيفة.

وجاءت الكلمات الرئيسية والجلسة الأولى لتؤكد امتلاك مصر فرصة تاريخية للتحول إلى مركز إقليمى لصناعة السيارات في إفريقيا، مدعومة برؤية حكومية واضحة وشراكات قوية بين القطاعين العام والخاص.

من جانبه، قال أنكوش أرورا، الرئيس التنفيذى لشركة "المنصور للسيارات": إن صناعة السيارات العالمية تدخل مرحلة غير مسبوقة من التحول مدفوعة بأربع قوى رئيسية ألا وهى: الحماية الاقتصادية، وصعود العلامات الصينية، وانتشار المركبات الجديدة للطاقة، والتحالفات الاستراتيجية.

وأكد أرورا، أن عصر المنافسة الفردية انتهى، موضحًا أن التحالفات الذكية أصبحت شرط النجاح فى ظل التحديات التكنولوجية المتسارعة، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعى أصبح جبهة الثورة الجديدة فى الصناعة، مضيفًا أن الذكاء الاصطناعى لم يعد خيارًا بل ضرورة، ومن لا يتبناه سيواجه تكاليف أعلى وكفاءة أقل.

وأضاف أرورا، أن العالم يعيش اليوم "سباقًا ثلاثيًا" نحو المستقبل يشمل السرعة إلى السوق، والتكامل الرأسى، والذكاء الاصطناعى، مشيرًا إلى أن الصين تتصدر السباق بفضل تفوقها فى تكنولوجيا البطاريات والابتكار فى أنظمة الشحن الفائق.

واختتم أرورا، كلمته مؤكدًا أن مصر تمتلك فرصة تاريخية لتصبح مركزًا صناعيًا إقليميًا فى مجال السيارات الجديدة للطاقة، بفضل طاقاتها البشرية الشابة ورؤية الدولة لدعم التصنيع المحلى.

فيما أكد هو يوان، نائب رئيس شركة "بايك" العالمية، أن دخول العلامات الصينية إلى السوق المصرية يعزز المنافسة ويصب فى مصلحة المستهلك.

وقال: أن السوق المصرية من أكثر الأسواق ديناميكية فى أفريقيا، وأن تطور الاقتصاد المحلى وارتفاع نسبة الشباب يجعلانها بيئة مثالية للتوسع والاستثمار، موضحًا أن شركة "بايك"، ستواصل تقديم سيارات الوقود والهجينة، فيما تركز علامتها الجديدة "Arcfox" على المركبات الكهربائية، مشيرًا إلى أن إطلاق 3 طرازات جديدة فى مصر يعكس التزام الشركة بتقديم تكنولوجيا متقدمة وأسعار تنافسية.

وأضاف هو يوان، أن الشركة سوف تطلق مركز توزيع إقليمى لقطع الغيار فى دبى مطلع العام المقبل، لتعزيز كفاءة سلاسل الإمداد، بالتعاون مع شريكها المحلى "الكمبو"، مؤكدًا أن حل أزمة قطع الغيار يبدأ من تحسين الإدارة، لا من التقنية فقط.

الجلسة النقاشية.. "مشهد صناعة السيارات فى مصر التطور، استراتيجيات النجاح، والطريق نحو المستقبل"

أدار الجلسة الدكتور حليم أبو سيف، العضو المنتدب لشركة "رادا" للعلاقات العامة، وشارك فيها نخبة من قادة الصناعة الذين قدموا رؤى عميقة حول مستقبل القطاع، حيث أكدت شارون نيشى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة "جنرال موتورز" مصر وشمال أفريقيا، أن الشركة كانت ولا تزال رائدة التصنيع المحلى فى مصر منذ أكثر من أربعين عامًا.

وقالت نيشى: إن "جنرال موتورز" لا تمارس التوطين كشعار، بل قناعة واستثمار طويل الأجل فى السوق المصرية، وأوضحت أن الشركة استثمرت أكثر من 530 مليون دولار فى مصر، مؤكدة أن توطين الصناعة لا يعنى الإنتاج فقط، بل نقل المعرفة والمعايير العالمية لضمان الجودة والسلامة.

وأضافت نيشى، أن قطاع السيارات يمكن أن يمثل ما بين 5 إلى 7٪ من الناتج المحلى الإجمالى لمصر إذا تم تطبيق السياسات الداعمة للاستقرار الصناعى.

من جانبه، استعرض المهندس محمد عبد الصمد، العضو المنتدب لشركة "نيسان مصر"، أهمية بناء منظومة إمداد محلية قوية باعتبارها العمود الفقرى لصناعة السيارات.

وقال عبد الصمد: إنه من دون سلسلة إمداد مؤمنة، تصبح الصناعة بأكملها عرضة للمخاطر فى أى لحظة، مشيرًا إلى أن توطين سلسلة الإمداد يحقق مكاسب اقتصادية واستدامة بيئية، موضحًا أن تقليص مسافات نقل المكونات يقلل الانبعاثات، ويعزز المرونة فى تلبية احتياجات السوق.

وأكد عبد الصمد، أن مصر تمتلك قاعدة ضخمة من الكفاءات القادرة على قيادة التطوير الصناعى والتحول إلى مركز إقليمى لتصنيع السيارات فى أفريقيا.

أما عثمان عبد المنعم، العضو المنتدب لشركة "أوتو موبيليتى"، فأكد أن السوق المصرية تشهد تحولًا جذريًا مع صعود العلامات الصينية التى ارتفعت حصتها إلى نحو 35% من السوق، متجهة إلى 50% خلال فترة قصيرة، موضحًا أن المنافسة لم تعد تقتصر على الأسعار، بل أصبحت تُبنى على الجودة والابتكار وثقة المستهلك، مشيرًا إلى أن الشركات الصينية أصبحت اليوم تحدد معايير جديدة للتكنولوجيا والجودة عالميًا.


وفى كلمته الثانية ضمن الجلسة، أوضح أنكوش أرورا، أن مصر بدأت أخيرًا الانطلاقة الحقيقية فى مسار صناعة السيارات عبر البرنامج الوطنى لتنمية صناعة السيارات (AIDP)، مشيرًا إلى أنه يعد أول خطوة تأسيسية لبناء صناعة متكاملة خلال العقد القادم.

وقال أرورا: قد نكون بدأنا متأخرين، لكننا بدأنا فى الاتجاه الصحيح، مضيفًا أن حماية الاستثمارات المحلية وتنظيم السوق يمثلان شرطًا أساسيًا لبناء صناعة قوية، مؤكدًا أن الصناعة ليست تجارة قصيرة الأجل، بل استثمار طويل المدى يتطلب رؤية وصبرًا واستقرارًا تشريعيًا.

واختتمت فعاليات القمة بكلمة الخبير الاقتصادى هانى جنينة، الذى أكد أن الاقتصاد المصرى يشهد مرحلة استقرار نوعى خلال عام 2025، جراء التفاعل الإيجابى بين السياسات المحلية والتطورات الإقليمية والدولية، موضحًا أن تداعيات تعويم الجنيه فى 2024 كانت إيجابية، كما أن تدفقات رأس المال من الخليج ساهمت فى دعم السوق المحلية واستقرار سعر الصرف.

وقال جنينة: إن مصر كانت من أفضل الأسواق أداءً فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال عام 2025، من حيث العائد بالدولار الأمريكى.

وتوقع جنينة، أن يشهد عام 2026 تحسنًا فى القدرة الشرائية وانخفاضًا فى معدلات التضخم إلى نحو 9٪، ما يمهد لمرحلة جديدة من النمو القائم على الطلب المحلى والاستقرار النقدى.

وفى ختام المؤتمر، أقيم عرض مسرحى غير تقليدى يجسد شخصيات العاملين فى "إيجيبت أوتوموتيف"، ويحكى تاريخ المؤتمر على مدار دوراته العشر، ليقام بعده حفل تكريم رموز قطاع السيارات، وتم تقسيم التكريمات إلى 3 فئات، الفئة الأولى: الرؤساء الشرفيين للدورات التسع السابقة وجاءت الأسماء كالتالى: دكتور أحمد فكرى عبد الوهاب، والمهندس خالد نصير، وكريم النجار، ومايك وايتفيلد، وأنكوش ارورا، والمهندس رأفت الخناجرى، والدكتور خالد شديد، ومحمد قنديل، وتكريم خاص لكل من: هشام حسنى، وشارون نيشى، وعلاء صلاح الدين، ثم تم تكريم الفئة الثانية لشركات ساهمت فى مسيرة نجاح المؤتمر على مدار دوراته ال 10، وجاءت الأسماء كالتالى: "المصرية للسيارات"، والمصرية التجارية وأوتوموتيف" و"كيان إيجيبت"، و"EIM"، و"عز العرب"، و"عربيات"، و"جى بى أوتو"، و"بى أم دبليو"، و"جنرال موتورز"، و"شل"، و"ستيلانتس"، و"المنصور"، و"نيسان".

وأخيرًا تم تكريم الفئة الثالثة والأخيرة لشخصيات ساهمت فى مسيرة النجاح، وجاءت الأسماء كالتالى: إبراهيم القاضى، وإيهاب عوض، وتامر الشافعى، وحليم أبو سيف، ودعاء يسرى، ورامى محارب، وعبد الرحمن سلطان، وعلى عقل، ونهى المليجى، ومحمد أبو جلالة، ومارى ظريف.

واختتم اليوم الأول من القمة، بأجواء من التفاؤل والثقة فى قدرة مصر على بناء صناعة سيارات متكاملة، قائمة على التكنولوجيا والاستدامة والشراكات الإقليمية، وسط إجماع من الحضور على أن البرنامج الوطنى لتنمية صناعة السيارات، يمثل نقطة تحول تاريخية فى مسار هذا القطاع الحيوى.


توصيات قمة إيجيبت أوتوموتيف 2025:

خرجت القمة بعدة توصيات ومقترحات عملية من شأنها دفع الصناعة إلى مرحلة جديدة من النمو المستدام، وجاءت كالتالى:

-التركيز على التصدير الإقليمى، وجعل مصر مركزًا لتجميع وتصدير السيارات للأسواق الأفريقية والعربية.

-تنمية الكفاءات البشرية عبر برامج تدريبية متخصصة، بالتعاون بين الحكومة والقطاع الخاص ومراكز البحث العلمى.

-تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص فى تنفيذ سياسات التحول الأخضر، وتبنى حلول النقل المستدام.

-توسيع نطاق الحوار السنوى الذى تتيحه قمة "إيجيبت أوتوموتيف"، ليشمل مستجدات الأسواق الإقليمية، وتبادل الخبرات مع الشركات العالمية.

-تفعيل منظومة متابعة وتقييم الاستراتيجية الوطنية لصناعة السيارات، عبر مؤشرات أداء واضحة وشفافة تقيس التقدم المحقق فى توطين الصناعة وجذب الاستثمارات الجديدة.

-إنشاء مراكز إبداع وتطوير تكنولوجى فى مجال المركبات الذكية والكهربائية، بالتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات العالمية، لتعزيز الابتكار المحلى ونقل المعرفة المتقدمة إلى السوق المصرية.

-تحفيز الاستثمار فى حلول النقل الذكى والبنية التحتية الرقمية مثل: نظم إدارة المرور الذكية، والمنصات الرقمية للخدمات اللوجستية، بما يواكب التحول العالمى نحو المدن الذكية.

-دعم سلاسل القيمة المتكاملة لصناعة السيارات، من خلال إنشاء مناطق صناعية متخصصة للصناعات المغذية، مزودة بخدمات لوجستية وتقنية متطورة تسهل التكامل بين المصنعين والموردين.

-تعزيز التعاون الإقليمى بين مصر والدول الأفريقية والعربية، لتأسيس سوق موحدة لصناعة السيارات ومكوناتها، بما يدعم فرص التصدير المشترك وتبادل الخبرات والتكنولوجيا.

- إطلاق مبادرة وطنية للتمويل الأخضر فى قطاع السيارات، تهدف إلى تمويل المشاريع التى تدعم التحول للطاقة النظيفة والمركبات المستدامة، بالتعاون مع البنوك المحلية والمؤسسات الدولية.

جدير بالذكر، أن المشاركون أشادوا بالتنظيم المتميز للقمة، وبالدور الذى تلعبه فى خلق منصة حوار فعالة بين صُناع القرار والمستثمرين، مؤكدين أن التوصيات الصادرة هذا العام تمثل خريطة طريق واضحة لدفع صناعة السيارات المصرية نحو العالمية، كما وجهت اللجنة المنظمة شكرها العميق لكل الجهات المشاركة والرعاة الداعمين، مؤكدة استمرار القمة فى أداء دورها كمنصة استراتيجية لتبادل الخبرات، ورسم مستقبل الصناعة فى مصر والمنطقة.

0199468b587a.jpg
13938980ef2b.jpg
6c7fa55e85dd.jpg
6f071695ab67.jpg
96d137c4f0f1.jpg