الدكتورة هبة إسماعيل تكتب : وهم الانتماء… حين يُصبح العطاء بلا تقدير


نحب أن نردد أننا ننتمي…
لكن قليلون فقط يدركون أن *الانتماء ليس شعورًا مطلقًا*، بل علاقة تبادلية دقيقة، تقوم على التقدير، والاعتراف، وتحقيق الذات.
نعتقد أن الانتماء للكيانات والمؤسسات أو حتى الأشخاص يمكن أن يكون بلا مقابل…
لكن الحقيقة أن هذا الانتماء لا يصمد حين يُهمّش وجودنا أو يُلغى دورنا أو يُساء فهمنا.
قد يقول البعض إن الأسرة أو الوطن هما استثناء من ذلك…
لكن الواقع يُثبت أن حتى أعمق العلاقات تحتاج حدًا أدنى من التقدير والاحترام كي تستمر.
فكَم من أبن تَبعد عن أسرته لأن مشاعره أُهملت؟
وكم من مواطن فقد انتماءه لوطنه حين شعر بالغربة في بلده؟
الانتماء الحقيقي ليس صك ولاء دائم…
بل هو بناء مستمر، يحتاج إلى بيئة حاضنة، وأرض خصبة، وتبادل مشاعر حقيقية.
حتى في العمل التطوعي، نمنح وقتًا وجهدًا بإخلاص…
لكننا نتطلع إلى أثر نتركه، وشعور داخلي بأن ما نقوم به له قيمة.
وإن لم نجده، نخسر الحماس، وربما نخسر الانتماء.
كل علاقة في الحياة، سواء شخصية أو مهنية أو مجتمعية،
تقوم على تبادل غير مباشر… شعور بالاحتواء، بالاعتراف، بالجدوى.
فلا تخدع نفسك بوهم الانتماء المطلق،
ولا تُصَدِّر لغيرك فكرة الولاء دون مقابل…
لأنك - شئت أم أبيت - تحتاج للشعور بأن وجودك يحدث فرقًا.
فهل نحن نحب الأشخاص والكيانات فعلاً… أم نحب ما نشعر به بفضلهم؟